لماذا المقاربة بالكفاءات ؟
يستند النموذج التلقيني في التدريس إلى اعتبار رأس التلميذ فارغا يمكن مِلْؤُه بما نشاء من المعارف حينما ننقلها إليه . فدور المعلم هنا هو عرضالمعارف بوضوح
ودور التلميذ هو الانتباه لما يقول المعلم . فالمـعلم ؛ إذن ؛ هو المصدر الوحيد للمعرفة والتلميذ مستهلك لها. و يعتبر مصدر الخطأ عند التلميذ في ؛ هذا النموذج ؛ إما قلة الانتباه عند التلميذ و إما سوء شرح من قبل المعلم . إن هذا النموذج لا يعطي أهمية كافية للصعوبة الذاتية للمفهوم الذي هو موضوع الدرس ، كما لا يحمل عناء التمحيص والتدقيق في طبيعة التواصل بين المعلم والتلاميذ إذ يختصرها في ثنائية بسيطة الإلقاء/الاستماع .
المقاربة بالأهداف مــقاربة خطية مجزأة إلى أهداف إجرائية يكتفي المعلم بتحقيقها لذاتها ، فبهذه الطريقة يجد التلاميذ أنفسهم ؛ في غالب الأحيان ؛ عاجزين عن توظيف مكتسباتهم لحل مشكل أو التواصل مع الغير شفهيا
المقاربة بالكفاءات ( النموذج البنائي )تعطـــي الأولوية لدور التلميذ في بناء المعرفة و توظيفها أكثر من إعطائه الأولوية للمعرفة ذاتها ولكن دون إهمال لهــا ، فالتلميذ ؛ في هذا النموذج ؛ هو مــحور العملية التعليمية / التعلمية ( التلميذ يمارس الرياضيات ممارسة فعلية ) و الأستاذ ما هو إلا وسيط بين المعرفة و التلميذ . فبـهذه الطريقة يكتسب التلميذ كفاءات تمكنه من حل مشاكل مدرسية أو من الحياة العـــملية والتواصل بفاعلية من الغير .
المقاربة بالكفاءات ( النموذج البنائي )تعطـــي الأولوية لدور التلميذ في بناء المعرفة و توظيفها أكثر من إعطائه الأولوية للمعرفة ذاتها ولكن دون إهمال لهــا ، فالتلميذ ؛ في هذا النموذج ؛ هو مــحور العملية التعليمية / التعلمية ( التلميذ يمارس الرياضيات ممارسة فعلية ) و الأستاذ ما هو إلا وسيط بين المعرفة و التلميذ . فبـهذه الطريقة يكتسب التلميذ كفاءات تمكنه من حل مشاكل مدرسية أو من الحياة العـــملية والتواصل بفاعلية من الغير .
- منهجية بناء مفهوم :
يعتمد بناء مفهوم في الرياضيات في ظل طريقة المقاربة بالكفاءات على أربع ( 4 ) مراحل:
يعتمد بناء مفهوم في الرياضيات في ظل طريقة المقاربة بالكفاءات على أربع ( 4 ) مراحل:
1- المرحلة التحضيرية : ( التهيئة النفسية )
من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم تلميذا ليس لديه دافعية للتعلم . فقبل التعلم يجب البدء بتنمية دافعية التلاميذ واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة القسم ، و ذلك باستخدام كافة ما يُرَى مناسبا من الأساليب التي منها:
§ربط التلاميذ و توجيه أذهانهم إلى أهداف عليا وسامية و عظيمة فتثير فيهم دافعية ذاتية .
§بعث التفاؤل و الأمل في نفوس التلاميذ و إبعادهم عن القنوط و اليأس .
§إثارة و تحفيز التلاميذ و تشويقهم و ترغيبهم في العمل و طلب العلم ( بصفة عامة ) ودراسة الرياضيات ( بصفة خاصة ) . (فالأستاذ القادر على التحفيز يعتبر ناجحا بنسبة 50 % )
§استخدام التشجيع والتحفيز المادي ( العلامة ، الجائزة ) والمعنوي ( الثناء ، الكلمة الطيبة ، وضع الاسم في لوحة المتفوقين ) .
§إشعال التنافس الشريف بين التلاميذ . ( حذار من أن يَجَُرّ هذا التنافس ويتمادى بالتلاميذ إلى التشاحن والتباغض )
المكافأة .
2- تـقديم نشاط تمهيدي ( بنائي ) :
أ) من مواصفاته :
• له علاقة بمواضيع من البرنامج تم تدريسها و يمهد لتلك التي ستدرس لاحقا .
• مثير ، جذاب و خادم للمعرفة .
• الأخذ بعين الاعتبار مستوى التلاميذ و مكتسباتهم القبلية ( المعارف ( المعلومات ) و المهارات ( القدرات ) الحسابية ....) .
• تجنيد كفاءات رياضياتية مكتسبة ( استحضار معارف و مهارات سابقة قصد توظيفها ) ثم بـــناء
معارف و طرائق جديدة تسمح له بحل وضعيات مركبة و إدماجيه ( الإعداد لتقبل وفهم وتوظيف معلومات جديدة ) .
•أسئلته متدرجة : من السهل إلى الصعب ، من البسيط إلى المركب و من المعلوم إلى المجهول .
•الارتكاز على وسائل تعليمية مناسبة و متوفرة توضع تحت تصرف التلاميذ .
ب ) كيفية تسيير هذه المرحلة من التعلم :
•تبعا لطبيعة النشاط و الصعوبة و وظيفته في التعلم ، يمكن جعل التلاميذ يعملون فرديا أو في أفواج صغيرة ( أربعة تلاميذ على الأكثر ) أحيانا أخرى ليقارنوا نتائجهم و إجراءات حلولهم .
•يثير الأستاذ عند التلاميذ الفضول والرغبة في البحث ، يشجعهم على المبادرة والمشاركة و يدعمهم .
•يسمح للتلميذ بممارسة الرياضيات ممارسة فعلية ( البحث ، طرح تساؤلات ، تطبيق تقنيات حسابية ، التجريب ، التخمين ، الاستنتاج ، وضع فرضية ، دحض فرضية ، اقتراح خطوات حل ، دراسة برهان و مناقشة صحته ، تحرير إجابة ، تبرير نتيجة ، استعمال الحاسبة العلمية أو الحاسبة البيانية ، ... ) و دور الأستاذ حيوي في حث التلاميذ على إجراء هذه الممارسات و تشجيعهم و تعويدهم عليها قصد تمكينهم من بناء معارفهم بأنفسهم شيئا فشيئا .
•تحسيس التلاميذ بأن الخطأ ليس عيبا أو ذنبا أو فشلا أو ضعفا و إنما هو خطوة عادية في مسار التعلم وهو ؛ كذلك ؛ من حق التلميذ . ( حذار من التوبيخ أو الضحك أو الاستهزاء أو تثبيط التلميذ عند الخطأ ) .
•منح و تخصيص و ترك الوقت الكافي ( و هذا لا يعني ترك المزيد من الوقت - أي ترك الحبل على الغارب - فمعظم التلاميذ تهن عزائمهم و تفتر هممهم عن مواصلة البحث مما قد يؤدي إلى خمود رغبتهم في الاكتشاف و التعلم بصفة عامة ) حتى يتمكن كل تلميذ ( أو كل فوج ) من القيام بالمهمة المقترحة عليه و ذلك بالقيام بإجراء ذاتي .
•يمر الأستاذ بين الصفوف لمراقبة عمل التلاميذ و لا يتدخل إلا عند الضرورة ( مثل : عدم الانطلاق في العمل ، مواجهة صعوبة تحول دون مواصلة العمل ) .
وضع حل مشترك متفق عليه من طرف التلاميذ ( الحوصلة ) .
3- بـــــــــــناء المعرفة :
•الأستاذ و سيط بين المعرفة و التلميذ ، يأخذ بعين الاعتبار أفكار التلاميذ و تصوراتهم و يقربها من التصورات العلمية ( بطريقة يراعى فيها التبسيط ، التيسير لا التعسير ) من خلال إدارته للمناقشة بعيدا عن فرض رأيه و بذلك يساعد الأستاذ التلاميذ على بناء المعرفة ( كطرح أسئلة تجلب اهتمام التلاميذ واستدراجهم إلى رد الفعل و تجنب الأسئلة الإيحائية ) ولا تعطى المعرفة جاهزة .
يقدم المعرفة في شكل قوالب جاهزة للحصر والحفظ يراعى التسلسل المنطقي للمادة ومستوى نضج التلميذ الموجهة إليه .
تقدم المعرفة دقيقةً علميا ، سليمةً لغويا ( في بعض الحالات ، الأخطاء اللغوية تؤدي إلى أخطاء علمية ) و بارزةً شكلا ( الترقيم ، التأطير ، استعمال الألوان ، التسطير ، ... )
صياغة قوانين لغويا و ربط معارف بقواعد معروفة إذا كان ذلك ممكنا .
مثال ذلك :
•مجموع حدود متعاقبة لمتتالية حسابية هو حيث :
( الحد الأخير للمجموع + الحد الأول للمجموع ) .
•ربط اتجاه تغير مجموع دالتين بـ : إشارة مجموع عددين حقيقيين .
ربط اتجاه تغير مركب دالتين بـ : إشارة جداء عددين حقيقيين .
• برهان بعض الخواص و بعض المبرهنات المعطاة في الدرس : يعتمد برهان هذه الخواص أو المبرهنات على معارف التلميذ ، قصد تزويده بتقنيات البرهان و التحرير الرياضي إذ توظف بعض الكلمات و التعابير المفصلية مثل : نعلم أن ؛ لدينا ؛ إذن ؛ ومنه ؛ وعليه ؛ نلاحظ أن ؛ ( من ...
و ... نستنتج أن ) ؛ بالجمع طرفا لطرف ؛ بالضرب طرفا لطرف ؛ برفع الطرفين إلى الأس ... ؛ بإضافة ... إلى الطرفين ؛ بضرب الطرفين في ... ؛ بتربيع الطرفين ؛ ... إلخ وهي فرصة ثمينة للتعامل مع الاستدلال والتطرق إلى المنطق و توضيح التعاريف. (لا تنس أن هناك سؤالاً نظرياًّ في البكالوريا) .
4- تــــــــــقويم :
أ) أسئلة شفوية . ( كأن يطلب من التلاميذ إعادة تعريف أو نص مبرهنة أو خاصة أو قانون ) .
ب) أمثلة . ( تطبيق مباشر ) [على العموم هذا الجزء هو مجال لفهم المعرفة المقدمة ] .
تكون بمشاركة التلاميذ .
يجب احترام الصيغة و عدم اختراق العقد التعليمي .
وح